طرح الأسئلة فن ومهارة

طرح الأسئلة Asking Questions

يتساءل كثيرون لماذا تعتبر عملية طرح الاسئلة مهارة؟ لماذا يعتبر تعلم مهارة طرح الأسئلة مهمًا سواء كنتم معلمين أم مدربين أم طلبة؟ ومن يستخدم هذه الأسئلة؟ وكيف يتم استخدامها؟ وهل يمكن الاستغناء عن الأسئلة؟ هل يمكن شرح درس كامل دون طرح سؤال واحد على الأقل؟ هل يمكن الاستغناء عن طرح الاسئلة الصفية؟ هل يمكن تنفيذ تدريب كامل دون طرح أسئلة؟ هل طرح الاسئلة أمر عشوائي أم أن هناك قواعد طرح الاسئلة؟

الإجابة حتمًا لا؛ لا يمكن إطلاقًا الاستغناء عن مهارة طرح الأسئلة فأنتم بحاجة ماسة لها في غرفكم الصفية لنجاح العملية التّعليمية، وأنتم بأمس الحاجة لهذه المهارة في قاعات التدريب حتى تستطيعوا تحقيق أهدافكم التدريبية، ضيفوا إلى ذلك أن توجيه وطرح الاسئلة ليس أمر عشوائي وارتجالي بل أن هناك قواعد تساعد في كيفية طرح وتوجيه الأسئلة.

كنا قد بدأنا معكم في مقال التدريب ومدراء المدارس سلسلة الأساليب التدريبية اللازمة للمدراء كمدربين للنجاح في ورشاتهم التدريبية؛ وفي هذا المقال نكمل معكم مع واحدة من أهم الأساليب التدريبية وهي مهارة طرح الأسئلة.

سواء كنتم معلمين أو مدراء أو طلبة هذا المقال يفيدكم جدًا، هيا بنا.

ما المقصود بمهارة طرح الأسئلة؟

المهارة تَعني القدرة على أداء عمل معين بطريقة مُتقنة والمهارة تلعب دورًا كبيرًا في نجاح الأفراد بما يقومون به، أما بالنسبة لمهارة طرح الأسئلة فهي تعني القدرة على طرح الأسئلة الهادفة والموجهة لتحقيق الهدف من عملية التواصل، هذه المهارة لا تقتصر فقط على توجيه الأسئلة وفق المستويات المعرفية المختلفة ولكنها تتكون من مهارات فرعية أخرى مثل مهارة صياغة الأسئلة وفقًا للمستويات المعرفية المختلفة ومهارة توجيه الأسئلة ومهارة التصرّف بشأن الإجابات أيضًا.

لنعرفكم على هذه المهارات الفرعية بالتفصيل.

أولًا: مهارة صياغة الأسئلة 

تُعد مهارة صياغة الأسئلة من المهارات المهمة لإثراء عملية التعليم والتدريب، كما تجدر الإشارة إلى أن صياغة الأسئلة ترتبط بالمصطلحات المستخدمة فيها وبعدد كلمات السؤال وترتيب الكلمات الواردة في السؤال، لكن كيف يمكن الحكم بأن هذا السؤال صياغته جيدة أم لا؟

إليكم أربعة معايير للحكم على جودة السؤال:

  • واضح غير معقد.
  • مثير للتفكير.
  • متوافق مع عمر وقدرات واهتمامات المستهدفين من السؤال.
  • مناسب للهدف الذي طُرح لأجله السؤال.
  • مقتصر على فكرة واحدة وغير مشتت.

لننتقل معًا الآن إلى المهارة الفرعية الثانية من مهارة طرح الأسئلة وهي:

ثانيًا: مهارة توجيه الأسئلة

لا تتوقف كفاءة المعلمين أو المدراء كمدربين ناجحين في مهارة طرح الأسئلة على حسن صياغتها فحسب بل تعتمد على كيفية المتبعة لطرح هذه الأسئلة وتوجيهها في الموقف التعليمي، ذلك أن الهدف الأساسي للسؤال هو أن يستثير تفكير الطلاب أو المتدربين والمقياس الحقيقي لفاعلية السؤال هو ما يثيره من استجابات، ومع ذلك فقد يكون السؤال جيدًا في صياغته ويُمكن أن يُثير التفكير في المستويات العليا ولكنه لا يضمن أن تكون الإجابة عن هذا السؤال في المستوى المطلوب كأن تكون مثلًا الإجابة مختصرة أو غير صحيحة… إلخ، لذلك لكي يُحقّق السؤال هدفه كاملًا لا بد من امتلاك القدرة على استخدام استراتيجية معينة في توجيه الأسئلة ومن هذه الاستراتيجيات الآتي:

  1. أسئلة أقل وفترات انتظار أطول.
  2. توزيع أفضل للأسئلة.
  3. تشجيع المشاركة للإجابة عن الأسئلة. 
  4. تحسين نوعية الإجابات. 
  5. إلقاء السؤال بصوت ولهجة تدل على أنه سؤال.
  6. عدم تكرار الأسئلة.
  7. عدم التسرع والإجابة عن الأسئلة إلا إذا عجز الجميع عن الإجابة.
  8. عدم توجيه أكثر من سؤال في نفس الوقت.

ثالثًا: مهارة التصرف بشأن إجابات الأسئلة

إن التصرف بشـأن إجابات الأسئلة يعني: مجموعة السلوكيات التي يقوم بها المعلمين أو المدراء كمدربين كرد فعل على استجابات الطلبة أو المتدربين لسؤالهم.

ولعل التحدي الحقيقي لعملية توجيه الأسئلة يكمن في التصرف بشأن استجابات الطلبة أو المتدربين ولعل هذه المهارة أيضًا أهم جانب في عملية طرح الأسئلة لأن حسن التصرف مع الإجابة عن السؤال يُعادل في أهميته توجيه سؤال جيد، وتتوقف كفاءة المعلمين أو المدراء كمدربين في توجيه الأسئلة على الطريقة التي يتقبلون بها إجابات الطلبة أو المتدربين أو يُعززوها أو يشجعوهم على الإضافة إلى إجابتهم.

لكن، كيف تستطيعون تحسين نوعية الإجابات عن الأسئلة؟

تُمثِّل النقاط الآتية بعض المبادئ التي تساعدكم على تحسين نوعية الإجابات عن الأسئلة: 

  • الاستماع بعناية للإجابة عن السؤال ثم مطالبة المجيب بتقديم الأمثلة التي تؤيد إجابته.
  • امتداح الإجابة الصحيحة، لأن الإثابة الفورية تعزز الإجابات الصحيحـة.
  • في حال الإجابة الخاطئة عن السؤال من الأفضل عدم الإعلان وبشكل مباشر بأن هذه الإجابة خاطئة لأن ذلك قد يسبب الإحراج والإحباط للطلبة أو المتدربين بل من الممكن استخدام عبارة أخرى دالة مثلًا: هذه ليست الإجابة المطلوبة.
  • تقديم بعض الإيحاءات والتلميحات الصريحة أو غير الصريحة التي تساعد على تقديم إجابات صحيحة.
  • عدم مقاطعة الطلبة أو المتدربين أثناء الإجابة إلا للضرورة.
  • تجميع الإجابات عن الأسئلة وتلخيصها بلغة واضحة وسهلة.
  • تجنب الإجابات الجماعية.
  • تجنب التهكم على عدم الإجابة أو الخطأ فيها.

السؤال الآن، ما أهمية طرح الأسئلة؟

تعتبر الأسئلة مهمة للأسباب الآتية:

  • أفضل وسيلة اتصال وتواصل.
  • تنشيط معارف المتعلمين وإثارة اهتمامهم وتحفيزهم.
  • تحديد المعرفة السابقة لدى المتعلمين قبل بدء الدرس أو الموضوع الجديد.
  • تحديد أفكار المتعلمين وكذلك تنظيمها.
  • توجيه تفكير المتعلمين نحو مستويات أعلى من التفكير.
  • لفت انتباه المتعلمين للإصغاء والتركيز وخاصة الذين يعانون من ضعف في الانتباه.
  • تشخيص مواطن الضعف والقوة.
  • مراجعة محتوى التعلم وتلخيصه.
  • تشخيص مصاعب التعلم.
  • تقويم عملية التعلم. 
  • إفساح المجال للتعبير عن الرأي وفتح باب النقاش والمشاركة.

من الضروري جدًا عند طرحكم الأسئلة أن تكون أسئلتكم جيدة، تابعوا القراءة لتعرفوا خصائص السؤال الجيد.

ما هي خصائص السؤال الجيد؟

للأسئلة الجيدة خصائص عديدة نذكر هنا بعضها:

  • الصدق: أي أن يقيس ما وضع لقياسه فعلا ولا يخرج عن إطار الدرس، وفي ضوء أهداف التعلم الموضوعة من قبل المعلم/ ـة أو المدرب/ ـة.
  • البساطة: أن يكون السؤال في مستوى تفكير الفئة المستهدفة وضمن حدود خبراتهم وأن لا يكون سؤالًا تعجيزيًا.
  • الوضوح: أن يكون السؤال واضح وألفاظه مألوفة وأن يكون قصيرًا قدر الإمكان وأن يدور حول فكرة واحدة كي لا يشتت التفكير.
  • الدقة: أن يكون السؤال دقيقًا لا مجال فيه للاجتهادات والتأويلات والتفسيرات البعيدة عن المطلوب.

والأهم من ذلك كله أن يستثير السؤال تفكير المتعلمين وهذا كله من منطلق أن السؤال الجيد هو نصف الإجابة.

إن الأسئلة ضرورة مُلحّة داخل الغرف الصفيه والقاعات التدريبية لأنها تجذب انتباه الطلبة والمتدربين وتقودهم للبحث عن المعلومات، لذلك ضعوا في اعتباركم دائمًا عند طرحكم لأي سؤال إمكانية أن يثير هذا السؤال التفكير الجماعي كما الفردي، ولا يجب أن ننسى ما للأسئلة من دور فعال في عملية قياس المهارات وتقييمها وفي توجيه تفكير الطلبة والمتدربين وفهمهم وإدراكهم، ولعل الأهمية الكبرى للأسئلة تتجلى في فتح باب النقاشات وكسب مشاركة أكبر عدد من الطلبة أو المتدربين في النقاش وتحديد مواقفهم نحو موضوع معين بعد التّدرج في طرح الأسئلة وصولًا إلى نهاية النقاش لذلك نقول دائمًا أن طرح الأسئلة ليست مهارة فقط بل إن طرح الأسئلة فن ومهارة.

الكلمات الدلالية

أحدث المواضيع